الآلية المذهلة لرؤية الأخطبوط
11 يوليو 2016 الساعة 3:18 مساءًطبيعة
نعم، الأخطبوطات مخلوقات ذكية جدًا! والدليل على ذلك هذه الدراسة الجديدة التي أجراها فريق من العلماء من جامعة كاليفورنيا بالتعاون مع بيركلي وهارفاردلقد اكتشفنا للتو أن رأسيات الأرجل هذه، بالإضافة إلى كونها مصابة بعمى الألوان، يمكنها إدراك اللون بفضل آلية خاصة جدًا.
في الطبيعة، تميز جميع الكائنات الألوان بفضل المخاريط التي يوجد منها 7 ملايين عند الإنسان والتي تستخدم أيضًا للرؤية الليلية.هناك ثلاثة أنواع من المخاريط يحتوي كل منها على صبغة مختلفة تتفاعل مع موجات الضوء ذات الأطوال المختلفة. إلا أنه عندما لا يكون لدى الفرد هذه الأنواع الثلاثة من المخاريط، فإنه يعتبر مصاباً بعمى الألوان.
في رأسيات الأرجل، نعلم أن لديهم نوعًا واحدًا فقط من مستقبلات الضوء. ومن هذه الملاحظة يمكننا القول أنهم غير قادرين على تمييز الألوان. ومع ذلك، فإن العديد من الأخطبوطات أو الحبار أو الحبار لديها القدرة على تغيير لون بشرتها، وخاصة لتمويه نفسها أو لإغواء الفريسة. ولكن بعد ذلك، كيف أصبحت رأسيات الأرجل المصابة بعمى الألوان بارعة في التعامل مع الألوان؟
ينجح الأخطبوط في تحطيم الأطوال الموجية
ووفقا للنظرية التي قدمها هؤلاء العلماء، فإن المفتاح يكمن بالتأكيد في شكل حدقة الأخطبوط (على شكل U أو W)، والتي تعمل مثل المنشور، وتنشر الضوء الأبيض في جميع الاتجاهات. وهذا ما يسمى انحراف لوني:بدلاً من تركيز الضوء من خلال كاميرا ذات ثقب صغير (مبدأ الكاميرا)، تلتقط الأخطبوطات كل الضوء وتحلله إلى أطوال موجية. وبعد ذلك، عن طريق تعديل عمق مقلة العين أو عن طريق تغيير المسافة بين العدسة والشبكية، يكونون قادرين على التركيز على الأطوال الموجية المختلفة التي يتم إدراكها. وهذا ما يسمح لهم بتمييز الألوان.
وبهذه النظرية، يوضح ألكساندر وكريستوفر ستابس، الأب والابن مؤلفا هذه الدراسة، أن رأسيات الأرجل تواجه بالضرورة صعوبة في رؤية الأجسام البيضاء التي تعكس جميع الأطوال الموجية،لكنهم يتصورون أن الأخطبوطات يمكنها التركيز على الأشياء المكونة من الألوان الأساسية مثل الأصفر والأزرق، وهي الألوان التي توجد بكثرة في الماء(الشعاب المرجانية والصخور والطحالب وغيرها).
ومن الواضح أن هذه مجرد فرضية. ولكن إذا ثبت صحة هذه النظرية،يمكن أن يفسر هذا بالتأكيد سبب امتلاك رأسيات الأرجل لأدمغة كبيرة تسمح لها بحساب المسافة وتفكيك الأطوال الموجية المختلفة.